كّد عدد مِن القيادات الشبابية بالأحزاب المصرية أن ثورة 25 يناير ليست ثورة للشباب فقط، بل هي ثورة لكل فئات الشعب المصري، وأن قصرها على الشباب هو عزل للثورة وللشباب، مؤكّدين ضرورة إعطاء اهتمام للدور السياسي لشباب الأحياء الشعبية وأبناء المحافظات الذين لعبوا دورا كبيرا في الثورة، خاصة يوم جمعة الغضب.
جاء ذلك في ندوة بعنوان "تعظيم الدور السياسي للشباب.. الآليات والتحديات" التي نظّمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية اليوم (الأربعاء) بمقر الكلية بجامعة القاهرة؛ وذلك وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وشدّدت القيادات الشبابية على أنه لا يمكن تأسيس أحزاب على أساس شبابي أو على أساس أهداف ثورة 25 يناير؛ لأن أهداف الثورة إنما هي أهداف عامة محددة لكل المصريين، أما الأحزاب فيجب أن تقوم على أساس فكري أيديولوجي.
وأكّد الدكتور رامي صبري -من حزب التحالف الشعبي الاشتراكي (تحت التأسيس)- أن الحزب يهدف للقيام بدور كان من المفترض أن يقوم به حزب التجمع كتحالف لليسار المصري.
وقال الدكتور رامي صبري إن أزمة المشاركة السياسية قبل الثورة لم تقتصر على الشباب، بل كانت تشمل كل فئات المجتمع، معتبرا أن جذورها تعود لفترات قديمة؛ حيث اتسم العمل السياسي في مصر بالنخبوية، وأن الحقوق السياسية كانت هبة من الحاكم.
كما شدّد على أن حركات مثل "6 إبريل" و"العدالة والحرية"، هي حركات احتجاجية تجتمع حول أهداف معينة؛ مثل الحرية والديمقراطية، ولا يمكن أن تتحوّل إلى أحزاب.
ورأى أن الإصرار على أن الثورة "شبابية" هي محاولة لسرقة الثورة، وعزلها عن الجماهير، كما انتقد قانون الأحزاب وقانون تجريم الاعتصامات.
وأوضح أنه لا يوجد شيء اسمه "حزب شبابي".. مؤكّدا أن الأحزاب يجب أن تقوم على أساس فكري.
ونبّه إلى ضرورة ألا نقصر فضل القيام الثورة على شباب شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لافتا النظر إلى دور شباب الأحياء الشعبية في الثورة، خاصة يوم جمعة الغضب؛ حيث كان لهم دور كبير بعد أن تعرّض النشطاء السياسيون للإنهاك، معتبرا أن هناك إهمالا لشباب الأحياء الشعبية والمحافظات.
ولفت النظر إلى دور الطبقة العاملة في ثورة 25 يناير، منبها إلى أن الإضرابات العمّالية التي بدأت في 9 فبراير لعبت دورا أساسيا في نجاح الثورة.
وطالب بتأسيس جبهة عريضة تدافع عن استمرار الثورة والعمل على زيادة الوعي السياسي، ودفع الناس للانضمام لكيانات تعبّر عنها، وتفعيل الاتحاد الطلابية داخل الجامعات، كما دعا إلى تعميق مفهوم الديمقراطية المباشرة من خلال الرقابة الشعبية على المحليات.
ومن جهته، دعا بيتر نبيل -رئيس لجنة شباب الوفد بالقاهرة- إلى ضرورة الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء مصر التي نريدها، مشيرا إلى أن أغلب الذين خرجوا في الثورة، كانوا يعرفون "ماذا لا يريدون"، ولكنهم لا يعرفون "ماذا يريدون".
ورأى أن الفساد يزيد بسبب زيادة دور الدولة وحجمها، وكلما قلّ دور الدولة قلّ ما تأخذه.
وأكّد على أهمية الانتخابات البرلمانية القادمة، قائلا: "الغلطة في هذه المرحلة بموتة"، وطالب بعدم الاكتفاء بالتركيز على القاهرة، بل ينبغي الانطلاق نحو الكتلة التصويتية في المحافظات خاصة أنها الأكبر.
واتفق ضياء الصاوي -أمين شباب حزب العمل الإسلامي- مع الرأي القائل بأن ثورة 25 يناير ليست ثورة شباب فقط، بل هي ثورة الشعب المصري كله. وأكّد أن الأحزاب تقوم على أساس أيديولوجي، وليس على أساس ثورة 25 يناير، وقال إن البعض طالبنا كأعضاء في ائتلافات الثورة بالتحوّل إلى حزب، ولكن هذه الائتلافات لا يمكن أن تتحوّل إلى أحزاب.
ورأى ألا ينصرف الاهتمام إلى إقالة عميد أو رئيس جامعة، بل إلى وضع قواعد لتنظيم إجراء انتخابات للعمداء ورؤساء الجامعات.
واعتبر أن الاختلاف على "نعم" أو "لا" في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، لم يكن يستحق كل هذا الجدل والخلاف.
وأعرب عن اعتقاده أن للثورة ثلاثة مطالب أو محاور أساسية؛ هي: محور سياسي ديمقراطي، ومحور اجتماعي، ومحور الاستقلال الوطني والقومي والإسلامي.